قصيدة تزوجيني 

مقدمة

الشعر صورة من صور الحياة , حيث يُعبِّر من خلالها الشاعر عن أحاسيسه و عواطفه ,

 بين استنباطٍ من الواقع يجسّدُ الخيال على شكل كلمات و أسطر , تربطها روح المواقف. 


إناءُ الياسمين نصوص غير اعتيادية , فالكلمات تحمل طاقات غير عادية , 

و ايقاعية الفكر تتناغم مع الصور التعبيرية. , 

يتعالى بين سطور القصائد صوت الحنين إلى ذكريات قد تاهت بين شوارع 

الماضي و لكنها تركت في كلِّ زاوية أثرا و في كلِّ نافذة شالٌ مُقصبٌ يتطاير مع نسمات العليل. 


    وصف الوقائع بحدِ ذاتها يحملنا إلى داخل القصيدة , فنجد أنفسنا ضمن تراكيب فنية في صياغتها الأدبية و الفكرية , 

تلامسُ أعماق الإحساس فينا , نتنقل بين الصفحات و كأنّنا أبطال القصيدة. 


    إناءُ الياسمين ينضح بعبق الياسمين , كلُّ قصيدة و كلُّ مقطوعة شعرية هي غصنٌ مُتدليٍ من ياسمينة القلب , 

يتفتح من براعمها قصص و حكايات قد أشعلت القلب و فاض الدمع أحيانا عند كتابتها.

إنّه الشعر, كلُّ قصيدة حكاية  و كلُّ كلمة قصةٌ. 


ستشعر عزيزي القارئ بإنسيابيةٍ عند التنقل بين القصائد ,

 اللغةُ المستخدمة هي من القلب , من صميم الحبُّ و جوهر الألم , 

خليطٌ من الهَجرِ و الخُذلان و الانكسار , 

و التصميم على تحمّل الجرح و التلذذُ بألم الفراق مع بقاء الأمل باللقاء.

تمَّ تكوين الكلمات بريشة الرسام و عزف الناي و انصهرت كلّلها داخل فنجان القهوة 

الذي يكادُ يكون سيّدَ كلِّ اللحظات و يمكن القول حتى أنَّ كلّ كلمة في إناء الياسمين مطحونةٌ مع البُنِ و حَبِ الهالِ.


.... تزوجيني ....

في ليل عينيكِ 
هُزِمت قوافل الفرسان 
وتاهت جيوشٌ فيهما
فليلُ عينيك بركانٌ دائمُ الثّوران 
والخصر النحيلُ يحاكي نعومةَ الغزلانِ 
ياذات الفستانِ الورديِّ يا لونَ جراحاتِ السّوسن 
ان تمايل ذاك الخصرُ انسابَ العطرُ في روح الربيعِ وزقزقة العصافيرِ 
رقيقةٌ رشيقةٌ كالزنبقِ ان تمايلت 
تذوب الرّوح في عينيها 
ويغدو الفرح أجملٌ في سناه 
تعود كلُّ راقصات الباليه
تتعلم الرقصَ في مسارحِ خصرِكِ المدلّلِ 
سأبني داراً للعدلِ سيدتي 
أُعدمُ كلّ من هز خصراً بعدكِ 
سأقتلعُ كل زهرةٍ فاح عطرها دونكِ 
فأنت العطرُ وأنتِ البحرُ 
وأنتِ الزهرُ والشّجر 
أنتِ سيدتي 
صراحةً ....  
كلّ كوني 
أنتِ القمرُ في مداري 
ولحنُ كلّ أُ غنياتي 
أنتِ سيدتي فراشةٌ 
تغفو في صمت الكلماتِ 
والقافية دون عينيكِ بيتٌ لا معنىً له  
وحدائقُ الوردِ دون عينيكِ 
بيداءٌ وقِفارُ 
فاذني لي سيدتي الموتَ في عينيكِ عاشقاً 
هائمٌ أنا سيدتي 
في تعرجاتِ خصركِ الطفلُ 
ضائعٌ في ثنايا روحُكِ 
يا روح الياسمينِ 
تعالي سيدتي أهمسُ لكِ بحبي 
ولما الهمس ..... 
وإني لصارخٌ بأعلى صوتي 
تزوجيني غاليتي 
اجعليني أسير عينيكِ 
لأبني لكِ عشّاً من الأقحوانِ في فؤادي 
دعيني أبني سريراً من الياسمينِ يليقُ بلِماكِ 
فاقبلي مني سيدتي أن اهديكي خاتماً من المرجانِ 
وتصبحينَ من بعد اليوم ملكتي في هذا الزمانِ 
فهل تقبلينَ أن تتزوجيني 
فنظرت إليَّ وقالت : 
يا عاشقي لن يجمعنا الوصالُ في دُنيانا 
فابحث لكَ عن عروسٍ 
تروي ظمأ وجدِكَ 
فلستُ لعينيكَ إلا دمعةً 
تروي من مآقيكَ الرّياحينَ 
فلستُ إلا جرحاً يستنزفُ منكَ الأحلامَ 
وراحةَالبالِ  
فعُد ياسيدَ فؤادي 
اسقي جراحاتك من حنيني 
ولا تلتفت إلى ما وراء السّنينِ 
فصرخَ العاشقُ في داخلي 
إن لم تتزوجيني .... 
فإني قد عقدتُّ قرانَ روحي على روحكِ 
فمنذ اليوم .......
روحكِ قد أصبحت عروساً لروحي 
فغادري ان أردتّي 
فروحك باقيةٌ 
وأصبحت من بعدكِ ..... روحي 

آزاد محو ٢٨ /١١ ٢٠٢٠

كتاب إناء الياسمين

الأهداء

أهدي هذا الكتاب
إلى كل ياسمينة
ألهمت قلمي....
َ
ليزهر وينشر العطر في كل قصيدة....
لكل الذين سيقرؤونها ويزهرالياسمين في قلوبهم...
ً أسعد الله من كانوا دوم
 زهور ياسمين نقية في حياتنا....

تم تكوين الكلمات بريشة  الرسام وعزف الناي وانصهرت كلها

داخل فنجان القهوة الذي يكاد يكون سيد كل اللحظات
ويمكن القول حتى أن كل كلمة في إناء الياسمين مطحونة
مع البن وحبَ الهال.

                                           مصطفى محو

إناء الياسمين
المؤلف : آزاد محو
الطبعة الأولى : 2021
إعداد وتنسيق: أمينة مصطفى
التدقيق اللغوي: مصطفى محو
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

كما يمكنك عزيزي القارئ تحميل كتاب إناء الياسمين النسخة الكاملة بضغط هنا


التعليقات

أحدث أقدم