قصيدة فارسُ الأحلام            

  ============

وحسبي كنتُ عصفورةً

أغني ألحان ربيعي الزاهر

في كلِّ وادي ....

أطيرُ حُرةً على ضفافِ الأنهُرِ

وأنشرُ العطرَ في البساتينِ والجِنانِ

أتزينُ وأتجملُ كفراشةٍ

تطوفُ أغصانَ الشجيراتِ

وكم مشيتُ الربيعَ

والعينُ شاردةٌ في حدائقِ الحبِّ

وجنونِ الأماني ..

يُخالِ لي فارسَ الآمالِ بهياً بطلتهِ

فارسٌ مِغوارٌ تعتزُ به البراري

يهابهُ الليلُ إن سرى

يحملني أميرةً في ممالكِ الجنِ والهوى

ويسافرُ بي إلى حيثُ لا أرتوي ..

فشوقي كالنارِ في غاباتِ الزيتونِ

لا تطفئهُ إلا عذوبةُ الحبِّ

وخليلٌ يسامرني في غيهبِ الوجداني

كلّما أبصرتُ طيفهُ

طارَ العصفورُ فرحاً

وذابت جوارحي للُقياه..

واندثر الشوقُ والجوى

وعادَ ربيعي كما في الأحلام

فارسٌ يحطمُ بالحبِّ عنفواني

يخطفني ..وأرضى فراقَ أحبابي وأصحابي 

وأتركُ خلفي داراً تملئه شقاءُ طفلةٍ

كانت للدارِ ...

روحَ الصباحِ ...وهدوءَ الليالي

أُغادرُ واللحاظُ للوراءِ تعاني

فأخفي حزني خيفةً ..

أن تجرح دمعتي حبيبي إن رأني

تغازلني عيناه..

ويتسابق الحنانُ والدلالُ في يمناهُ

وإن ظلَ الفرحُ سبيلي

عادَ الكربُ خِلسةً

أُكذبُ الفؤاد وأقولُ :

ربما أرهقتني الأيامُ

فحبيبي جدارٌ في وجه أحزاني

جرت أيامُ السرورِ كطيفٍ

مرور الكرامِ..

وأستفاق ماردٌ ما أدركتهُ 

جبّارٌ على حبّي ..

وصقيعهُ يحرقُ أزهاري

يتكبرُ على عيونٍ ..ذابَ فيها شوقاً

وعلى فؤادٍ كان يناجيهِ ليلاً نهارِاً

وفارق صدراً كان يهيمُ به طفلاً

ويتلعثمُ حين ابتسمُ

كاد يدفعُ عمرهُ لقاءَ كلمة من ثغري

ويقولُ أنتِ نصفي الضائع

بل أنتِ كليّ...

وأنا دونكِ مدينةُ أشباحٍ

وصحراءٌ يملئها القفارُ

وأنا دونكِ غصنٌ دونَ زهرٍ

فأنتِ كلّ عصافيري وأنهاري

واليوم ..؟! 

أنتَ نصلٌ يقطعني فتاتاً

ويطفئُ قنديلاً أوقدتهُ ببناني

يهجرني عنوةً وكأنّي ما كنتُ

عروسةَ البحرِ والخُلجانِ

يقتلني الجفاءُ ونظراتٌ لا حبَّ فيها

وينحرني الصمتُ..

أصبحتُ استجدي الحبَّ ولمسةَ حنانٍ

تبعدُ عني أحزاني..

لستُ أبالغُ سيدي :

غدا بعدك خنجراً يمزقُ أوصالي 

فكلُّ الجراحُ فيكَ نازفةُ

وعندما يتحدثُ العاشقون عن الحبِّ

لا أخفيكَ يا قاتل فرحتي وأُنسىَ الخلانِ

غصةً أُحسُ بها تخنقني

وتعيا بازدرادي...

والدمعُ يفرُّ من عيوني 

فرارَ السجينِ من السجانِ

أضمُ في الليلِ جسدي وحيدةً

وأُصارعُ وحدتي بتفاني

أُهديهِ وردةً ويهديني جمرةً

تشعلُ فيا الوجدَ

وفرقةُ أحبابي

أذوبُ كشمعةً..

 ولا حياةَ لمن تنادي

يغفوا عني ...

وكأنّي سترةٌ رماها في خزانتهِ

أواسي نفسي وأشباحُ الحزنِ تنهشني

وأبكي ليالٍ لستَ فيها خليلُ

أقتلُ يأسي فيكَ

وأقولُ ربما عاد من كان غائباً

فلازلتُ وردةً...

وأشباهُ الرجالِ لا تهواني..

ولو أردتُ دونكَ فارساً 

فبسمةٌ تكفي لترى في الصباحِ

طوابيراً من الرجالِ

أمام داري ........!

 


آزاد محو

...............................................

من كتاب إناء الياسمين

الأهداء


أهدي هذا الكتاب

إلى كل ياسمينة

ألهمت قلمي....

َ

ليزهر وينشر العطر في كل قصيدة....

لكل الذين سيقرؤونها ويزهرالياسمين في قلوبهم...

ً أسعد الله من كانوا دوم

 زهور ياسمين نقية في حياتنا....


تم تكوين الكلمات بريشة الرسام وعزف الناي وانصهرت كلها


داخل فنجان القهوة الذي يكاد يكون سيد كل اللحظات

ويمكن القول حتى أن كل كلمة في إناء الياسمين مطحونة

مع البن وحبَ الهال.


                                           مصطفى محو


إناء الياسمين

المؤلف : آزاد محو

الطبعة الأولى : 2021

إعداد وتنسيق: أمينة مصطفى

التدقيق اللغوي: مصطفى محو

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف


كما يمكنك عزيزي القارئ تحميل كتاب إناء الياسمين النسخة الكاملة بضغط هنا



التعليقات

أحدث أقدم